سنباط اون لاين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سنباط اون لاين


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قبل الرحيل المجهول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رائحة الجنه
مشرفة القسم الفنى وقسم المرأه
مشرفة القسم الفنى وقسم المرأه
رائحة الجنه


عدد الرسائل : 86
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 08/10/2007

قبل الرحيل المجهول Empty
مُساهمةموضوع: قبل الرحيل المجهول   قبل الرحيل المجهول Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 13, 2007 2:11 pm

قبل الرحيل المر

<BLOCKQUOTE>
<BLOCKQUOTE>

<BLOCKQUOTE>
<BLOCKQUOTE>
يجب تحفيز الهمة لتقوى على المجاهدة في الأزمنة الفاضلة، لذا أشار الشرع إلى ذلك باستحباب صوم شعبان لتتأهب النفس وتقوى على صيام رمضان بسهولة.
وكان من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في قيام الليل أن يبدأ بركعتين خفيفتين حتى تتريض نفسه ولا تضجر.
وأشار الشاطبي في "الموافقات" إلى أن السنن والنوافل بمثابة التوطئة وإعداد النفس للدخول في الفريضة على الوجه الأكمل.
وكثير من الناس يعقد الآمال بفعل جملة من الطاعات في شهر رمضان فإذا ما أتى الشهر (أصبح خبيث النفس كسلان) وذلك لأنه لم يحل عقدة العادة والكسل والقعود.
والعزيمة لا تكون إلا فيما لا تألفه النفوس أو لا تحبه فتحتاج النفس إلى المجاهدة في معرفة فضل ذلك العمل المكروه إليها ثم في مجاهدة وإرادات العجز والكسل، ولذلك قال الله عن الجهاد: [color:4034=cyan:4034] وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ...﴾ [البقرة - 216].
وتمارين العزيمة من صميم القيام بحق شهر رمضان وتحصيل المغفرة فيه لأنه لا قوة للنفس ما لم تُعد العدة للطاعة قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُم فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ ﴾ [التوبه - 46].
فأين أنا وأنت أخي الحبيب من هذه التمارين فاليوم هو الخامس من شهر رجب؟!
لذا جمعنا لكم هذه الرسالة تذكرة في محاولة للاستعداد للقيام والصيام فهذه الرسالة للصلاة، وإن شاء الله مطلع شهر شعبان رسالة لمعاني وأحوال الصيام .. والله المستعان.

فإن طيب العيش، والنعيم، إنما هو في معرفة الله، وتوحيده والأنسُ به، والشوق إلى لقائه، واجتماع القلب والهمِّ عليه.
فإن أنكد العيش عيش مَنْ قَلبُهُ مُشَتَّتٌ، وهمُهُ مُفَرَّقٌ، فليس لقلبه مستقر يستقر عنده ولا حبيب يأوي إليه ويسكن، كما أفصح القائل ذلك بقوله:
</BLOCKQUOTE></BLOCKQUOTE>


وما ذاق طعمَ العيشِ مَنْ لم يكن له

حبيبٌ إليه يطمئنُ ويسكُنُ



<BLOCKQUOTE>


فالعيش الطيب، والحياة النافعة، وقُرةُ العين في السكون والطمأنينة إلى حبيبه الأول، ولو تَنَقل القلب في المحبوبات كُلها لم يسكن ولم يطمئن إلى شيء منها، ولم تقرَّ به عينه حتى يطمئن إلى إلهه وربه ووَلِيِّه، الذي ليس له من دونه ولي ولا شفيع، ولا غنى له عنه طرفة عين، كما قال القائل:
كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنينهُ أبدًا لأول منزل
فاحرص أن يكون همك واحدًا، وأن يكون هو الله وحده، فهذا غاية سعادة العبد. وصاحب هذه الحال في جنة مُعجلة قبل جنة الآخرة وفي نعيم عاجل كما قال بعضهم:
"إنه ليمر بالقلب أوقات: أقول إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب".
وقال آخر: "إنه ليمر بالقلب أوقات يرقص فيها طربًا".
وقال آخر: "مساكين أهل الدنيا! خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها قيل له وما أطيب ما فيها قال معرفة الله ومحبته والأنس بقربه والشوق إلى لقائه".
وليس في الدنيا نعيم يشبه نعيم أهل الجنة إلا هذا ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة)
[ صحيح الجامع - 3124]، فأخبر أنه حبب إليه من الدنيا شيئان النساء والطيب ثم قال (وجعلت قرة عيني في الصلاة).
وَقُرَةُ العين فوق المحبة، فإنه ليس كل محبوب تَقَرُّ به العين، وإنما تقر العينبأعلى المحبوبات، الذي يحب لِذَاتِهِ، وليس ذلك إلا الله الذي لا إله إلا هو، وكل ما سواه فإنما يُحَبُّ تبعًا لمحبته فَيُحَبُ لأجله ولا يحب معه، فإن الحب معه شرك والحب لأجله توحيد.
فالمشرك يتخذ من دون الله أندادًا يحبهم كحب الله، والموحد إنما يحب من يحبه لله وَيُبغض من يبغضه في الله، ويفعل ما يفعله لله، ويترك ما يتركه لله.
ومدار الدين على هذه القواعد الأربع، وهي: الحب والبغض، ويترتب عليهما الفعل والترك والعطاء والمنع فمن استكمل أن يكون هذا كله لله استكمل الإيمان وما نقص منها أن يكون لله عاد ينقص إيمان العبد.
والمقصود أنَّ ما تقر به العين أعلى من مجرد ما يحبه، فالصلاة قُرَّةُ عيون المحبين في هذه الدنيا لما فيها من مناجاة من لا تقر العيون، ولا تطمئن القلوب، ولا تَسكُن النفوس إلا إليه، والتنعم بذكره والتذلل والخضوع له، والقرب منه، ولا سيما في حال السجود، وتلك الحال أقرب ما يكون العبد من ربه فيها ومن هذا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( يا بلال أرحنا بالصلاة ) [مسند أحمد - 22009]، فأُعلم بذلك أن راحته -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة كما أخبر أن قُرَّةُ عينه فيها فأين هذا من قول القائل: "نصلي ونستريح من الصلاة!"
فالمحب راحته وقرة عينه في الصلاة، والغافل المُعْرِضُ ليس له نصيب من ذلك، بل الصلاة كبيرة شاقة عليه، إذا قام فيها كأنه على الجمر حتى يتخلص منها، وأحبُ الصلاة إليه أعجلها وأسرعها، فإنه ليس له قرة عين فيها، ولا لقلبه راحة بها، والعبد إذا قرَّت عينه بشيء واستراح قلبه به فأشق ما عليه مفارقته، والمُتَكَلِّف الفارغ القلب من الله والدار الآخرة المبتلى بمحبة الدنيا أشق ما عليه الصلاة، وأكره ما إليه طولها، مع تفرغه وصحته وعدم اشتغاله !!
ومما ينبغي أن يعلم أن الصلاة التي تقر بها العين ويستريح بها القلب هي التي تجمع ستة مشاهد:


المشهد الأول: الإخلاص

وهو أن يكون الحامل عليها والداعي إليها رغبة العبد في الله ومحبته له، وطلب مرضاته، والقرب منه، والتودد إليه وامتثال أمره، بحيث لا يكون الباعث له عليها حظًا من حظوظ الدنيا ألْبَتَّةَ، بل يأتي بها ابتغاء وجه ربه الأعلى، محبةً له، وخوفًا من عذابهِ، ورجاءً لمغفرته وثوابه.

المشهد الثاني: مشهد الصِّدقِ والنصح
وهو أن يُفرِّغ قلبه لله فيها، ويستفرغ جهده في إقباله فيها على الله، وجمع قلبه عليها وإيقاعها على أحسن الوجوه وأكملها ظاهرًا وباطنًا، فإن الصلاة لها ظاهر وباطن، فظاهرها الأفعال المشاهدة والأقوال المسموعة، وباطنها الخشوع والمراقبة وتفريغ القلب لله، والإقبال بكليته على الله فيها بحيث لا يلتفت قلبه عنه إلى غيره، فهذا بمنزلة الروح لها والأفعال بمنزلة البدن، فإذا خلت من الروح كانت كبدن لا روح فيه.
أفلا يستحي العبد أن يواجه سيده بمثل ذلك؟! ولهذا تُلف كما يُلفُ الثوب الخَلِق ويُضربُ بها وجه صاحبها وتقول ضيعك الله كما ضيعتني.
والصلاة التي كمل ظاهرها وباطنها تصعد ولها نور وبرهان كنور الشمس حتى تُعرض على الله فيرضاها ويقبلها وتقول حفظك الله كما حفظتني.


المشهد الثالث: المتابعة والاقتداء
وهو أن يحرص كل الحرص على الاقتداء في صلاته بالنبي ويصلي كما كان يصلي ويعرض عما أحدث الناس في الصلاة من الزيادة والنقصان، والأوضاع التي لم ينقل عن رسول الله شيء منها ولا عن أحد من أصحابة ولا يقف عند أقوال المرخصين الذين يقفون مع أقل ما يعتقدون وجوبه ويكون غيرهم قد نازعهم في ذلك وأوجب ما أسقطوه ولعل الأحاديث الثابتة والسنة النبوية من جانبه ولا يلتفتون إلى ذلك ويقولون نحن مقلدون لمذهب فلان وهذا لا يخلص عند الله ولا يكون عذرا لمن تخلف عما علمه من السنة عنده فإن الله سبحانه إنما أمر بطاعة رسوله واتباعه وحده ولم يأمر باتباع غيره وإنما يطاع غيره إذا أمر بما أمر به الرسول وكل أحد سوى الرسول فمأخوذ من قوله ومتروك.
وقد أقسم الله سبحانه بنفسه الكريمة أنا لا نؤمن حتى نحكم الرسول فيما شجر بيننا وننقاد لحكمه ونسلم تسليما فلا ينفعنا تحكيم غيره والانقياد له ولا ينجينا من عذاب الله ولا يقبل منا هذا الجواب إذا سمعنا نداءه سبحانه يوم القيامة ﴿ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [القصص - 65] فإنه لا بد أن يسألنا عن ذلك ويطالبنا بالجواب قال تعالى ﴿فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ﴾ [الأعراف - 6] وقال النبي -صلى الله عليه سلم-: ( أوحي إلي أنكم بي تفتنون وعني تسألون ) [صحيح الجامع - 1/289-290]، يعني المسألة في القبر فمن انتهت إليه سنة رسول الله وتركها لقول أحد من الناس فسيرد يوم القيامة ويعلم.


المشهد الرابع: مشهد الإحسان
المشهد الرابع مشهد الإحسان وهو مشهد المراقبة وهو أن يعبد الله كأنه يراه وهذا المشهد إنما ينشأ من كمال الإيمان بالله وأسمائه وصفاته حتى كأنه يرى الله سبحانه فوق سمواته مستويا على عرشه يتكلم بأمره ونهيه ويدبر أمر الخليقة فينزل الأمر من عنده ويصعد إليه وتعرض أعمال العباد وأرواحهم عند الموافاة عليه فيشهد ذلك كله بقلبه ويشهد أسماءه وصفاته ويشهد قيوما حيا سميعا بصيرا عزيزا حكيما آمرا ناهيا يحب ويبغض ويرضى ويغضب ويفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وهو فوق عرشه لا يخفى عليه شيء من أعمال العباد ولا أقوالهم ولا بواطنهم بل يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
ومشهد الإحسان أصل أعمال القلوب كلها فإنه يوجب الحياء و الإجلال والتعظيم والخشية والمحبة والإنابة والتوكل والخضوع لله سبحانه والذل له ويقطع الوسواس وحديث . . . النفس ويجمع القلب والهم على الله.
فحظ العبد من القرب من الله على قدر حظه من مقام الإحسان وبحسبه تتفاوت الصلاة حتى يكون بين صلاة الرجلين من الفضل كما بين السماء والأرض وقيامهما وركوعهما وسجودهما واحد.


المشهد الخامس: مشهد المٍنَّة

وهو أن يشهد أن المنة لله سبحانه كونه أقامه في هذا المقام وأهله له ووفقه لقيام قلبه وبدنه في خدمته فلولا الله سبحانه لم يكن شيء من ذلك كما كان الصحابة يحدون بين يدي النبي فيقولون:

والله لولا الله ما اهتدينا *** ولا تصدقنا ولا صلينا
قال الله تعالى ﴿ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لاَّ تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الحجرات - 17] فالله سبحانه هو الذي جعل المسلم مسلمًا والمصلي مصليًا كما قال الخليل ﴿ ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ﴾ [البقرة - 128] وقال ﴿ رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ﴾ [الرعد - 40]، فالمنة لله وحده في أن جعل عبده قائما بطاعته وكان هذا من أعظم نعمه عليه.
وقال تعالى ﴿ وما بكم من نعمة فمن الله ﴾ [النحل - 53] وقال ﴿ ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون ﴾ [الحجرات - 7]
وهذا المشهد من أعظم المشاهد وأنفعها للعبد وكلما كان العبد أعظم توحيدا كان حظه من هذا المشهد أتم وفيه من الفوائد أنه يحول بين القلب وبين العجب بالعمل ورؤيته فإنه إذا شهد أن الله سبحانه هو المان به الموفق له الهادي إليه شغله شهود ذلك عن رؤيته والإعجاب به وأن يصول به على الناس فيرفع من قلبه فلا يعجب به ومن لسانه فلا يمن به ولا يتكثر به وهذا شأن العمل المرفوع.
ومن فوائده أنه يضيف الحمد إلى وليه ومستحقه فلا يشهد لنفسه حمدًا بل يشهده كله لله كما يشهد النعمة كلها منه والفضل كله له والخير كله في يديه وهذا من تمام التوحيد فلا يستقر قدمه في مقام التوحيد إلا بعلم ذلك وشهوده فإذا علمه ورسخ فيه صار له مشهدًا وإذا صار لقلبه مشهدا أثمر له من المحبة والأنس بالله والشوق إلى لقائه والتنعم بذكره وطاعته ما لا نسبة بينه وبين أعلى نعيم الدنيا ألبتة، وما للمرء خير في حياته إذا كان قلبه عن هذا مصدودًا وطريق الوصول إليه عنه مسدودا بل هو كما قال تعالى ﴿ ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون ﴾ [الحجر - 30].


المشهد السادس: مشهد التقصير
وأن العبد لو اجتهد في القيام بالأمر غاية الاجتهاد وبذل وسعه فهو مقصر وحق الله -سبحانه- عليه أعظم والذي ينبغي له أن يقابل به من الطاعة والعبودية والخدمة فوق ذلك بكثير وأن عظمته وجلاله سبحانه يقتضي من العبودية ما يليق بها، وإذا كان خدم الملوك وعبيدهم يعاملونهم في خدمتهم بالإجلال لهم والتعظيم والاحترام والتوقير والحياء والمهابة والخشية والنصح بحيث يفرغون قلوبهم وجوارحهم لهم فمالك الملوك ورب السموات والأرض أولى أن يعامل بذلك بل بأضعاف ذلك.
وإذا شهد العبد من نفسه أنه لم يُوَفِ ربه في عبوديته حقه ولا قريبا من حقه علم تقصيره ولم يسعه مع ذلك غير الاستغفار والاعتذار من تقصيره وتفريطه وعدم القيام بما ينبغي له من حقه وأنه إلى أن يغفر له العبودية ويعفو عنه فيها أحوج منه إلى أن يطلب منه عليها ثوابا وهو لو وفاها حقها كما ينبغي لكانت مستحقة عليه بمقتضى العبودية فإن عمل العبد وخدمته لسيده مستحق عليه بحكم كونه عبده ومملوكه فلو طلب منه الأجرة على عمله وخدمته لعده الناس أحمق وأخرق هذا وليس . . . هو عبده ولا مملوكه على الحقيقة وهو عبد الله ومملوكه على الحقيقة من كل وجه لله -سبحانه- فعمله وخدمته مستحق عليه بحكم كونه عبده فإذا أثابه عليه كان ذلك مجرد فضل ومنة وإحسان إليه لا يستحقه العبد عليه.
ومن ههنا يفهم معنى قول النبي: (لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل) [متفق عليه].
وقال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (يخرج للعبد يوم القيامة ثلاثة دواوين ديوان فيه حسناته وديوان فيه سيئاته وديوان النعم التي أنعم الله عليه بها فيقول الرب تعالى لنعمه خذي حقك من حسنات عبدي فيقوم أصغرها فتستنفذ حسناته ثم تقول وعزتك ما استوفيت حقي) .
بعد فإذا أراد الله أن يرحم عبده وهبه نعمه عليه وغفر له سيئاته وضاعف له حسناته وهذا ثابت عن أنس وهو أدل شيء على كمال علم الصحابة بربهم وحقوقه عليهم كما أنهم أعلم الأمة بنبيهم وسنته ودينه فإن في هذا الأثر من العلم والمعرفة ما لا يدركه إلا أولو البصائر العارفون بالله وأسمائه وصفاته وحقه ومن هنا يفهم قول النبي في الحديث الذي رواه أبو داود والإمام أحمد من حديث زيد بن ثابت وحذيفة وغيرهما إن الله لو عذب أهل سمواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لكانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم.

فصل
وملاك هذا الشأن أربعة أمور:


(نية صحيحة وقوة عالية يقارنهما رغبة ورهبة)
فهذه الأربعة هي قواعد هذا الشأن ومهما دخل على العبد من النقص في إيمانه وأحواله وظاهره وباطنه فهو من نقصان هذه الأربعة أو نقصان بعضها.
فليتأمل اللبيب هذه الأربعة الأشياء وليجعلها سيره وسلوكه ويبني عليها علومه وأعماله وأقواله وأحواله فما نتج من نتج إلا منها ولا تخلف من تخلف إلا من فقدها.
والله أعلم والله المستعان وعليه التكلان وإليه الرغبة وهو المسؤول بأن يوفقنا وسائر إخواننا من أهل السنة لتحقيقها علما وعملا إنه ولي ذلك والمان به وهو حسبنا ونعم الوكيل
</BLOCKQUOTE></BLOCKQUOTE></BLOCKQUOTE>
[/center]

<BLOCKQUOTE>
</BLOCKQUOTE>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sonbatonline.ahlamontada.com/index.htm
 
قبل الرحيل المجهول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سنباط اون لاين :: المنتديات :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: